قمة الحزن أن نشاهد ماحدث اليوم, الجمعة الرابع من مايو 2012, من احداث مؤسفة في ميدان العباسية. سحل وضرب ومطاردات وربما قتل. ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة طالما ظل الهدف هو المصالح الشخصية أو الحزبية و ظلت مصالح كيان ما فوق مصلحة الوطن. والاكثر حزنا عندما تشاهد أبناء الوطن الواحد يتقاتلون بهذه الوحشية, دون ان يضع احد منهم اعتبارا للدين أو الدم أو الوطن الذي يجمعهم, وتشاهد هذه المعركة تتكرر مرات ومرات. وكأنهم لا يتعلمون من المرات السابقة.
لا ادافع عن المتظاهرين , فأنا شخصيا لا أرى سببا واضحا للتظاهر ولكن ان يكون الضرب والسحل وتفريق المتظاهرين بهذه بهذه الوحشية, هو ما لا ارضاه ولا يرضاه إنسان. وما صدمني أكثر كانت الطريقة التي انتهت بها التظاهرات.
كَتب الآتي الدكتور محمد علي يوسف واصفا ماحدث بعد ان كانت التظاهرات قد إنحصرت, وتم حرق الخيام الخاصة بالمعتصمين وكان الآلاف في ميدان يهتفون هتافات سلمية, حين بدأت أبشع الأخبار تنتشر على موقع التواصل الاجتماعي بعد ان كانت قد توقفت القنوات التلفزيونية عن بث ما يجري من أحداث. بدأت الاستغاثات و الحديث عن عمليات عنف بشعة من جانب الشرطة العسكرية والبلطجية. فكرت أنه ربما تكون مجرد إشاعات غرضها اشعال الموقف.
لكن منذ قليل قراءة هذه المقالة للدكتور محمد علي يوسف:
أتحامل على نفسى و أستجمع قواى التى خارت بعد هجمة لم أر مثلها حتى أيام حكم المخلوع و جبروته لعلها تكون شهادة حق و صدق فى لحظات ساد فيها الكذب و الافتراء كما يصلنى من بعض اخوانى الذين يتصلون للاطمئنان على.
صدق أو لا تصدق لكن الحقيقة المرة التى سينكرها الكثيرون أن ما حدث لم يكن بسبب اشتباكات و لا جهاديين و لا يحزنون.
الحقيقة ان الشرطة العسكرية كانت قد نجحت تماما فى فض الاعتصام و احراق الخيام و المستشفى الميدانى و حصرت المتظاهرين داخل الميدان و امام مسجد نور و لم تكن هناك الا هتافات سلمية عادية و متظاهرون لا يكادون يرون امامهم من الغاز المميت الذى اطلق عليهم و مسعفون ينجدونهم بالخل و الكربونات.
و فجأة و دون سابق انذار هجمة تترية من جنود الشرطة العسكرية و دوى طلقات متباينة تماما و غاز رهيب و سحل بالهراوات لدرجة انهم كسحوا الميدان فى ثلاث دقائق ليس اكثر
تخل الاف المتظاهرين يخلوا فى ثلاث دقائق! !!
اى وحشية و شراسة عوملوا بها ليخلى الميدان بهذه السرعة
ثم جاء دور البلطجية ليكملوا حصار من فروا فى البيوت و الشوارع الجانبية
ما اسوأه من منظر حين ترى البلطجى المسلح إلى ذوى الباريهات الحمراء
مشهد مؤسف لا تتصور لن تراه فى بلد قامت فيها ثورة ...او هكذا زعموا
حوصر بعض اخواننا فى مسجد نور و منهم شباب كانوا معنا اقسم انهم ما دخلوا الا ليصلوا هاتفنى احدهم و هم يدخلون المسجد ليعتقلوهم فدعواتكم لهم.
المهم هذا ما شهدته و هذا ما أدين لله به و لم ار غيره و الله على ما أقول وكيل.
دعواتكم لان الآلام النفسية اشد ألف مرة مما يشعربه البدن و مرارة الحزن فى الحلق تكوى أكثر من فعل قنابلهلم الكاوية.
No comments:
Post a Comment